{ أعيذها } أجيرها وأمنعها وأحفظها بك .
{ فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى } فلما ولدت جنة أو حنة أو حبة ما كان في بطنها وقد نذرته قالت يا رب إني ولدت النذيرة أنثى ، والله أعلم من كل خلقه بما ولدت ، -أعلم بشأن أم مريم حين تحسرها وتحزنها من توهم خيبة رجاها وأنها ليست من الولي إلى الله تعالى في شيء إذ لها مرتبة عظمى وتحريرها تحرير لا يوجد منه- وقال الألوسي : قبل ذلك الجملة اعتراضية سيقت لتعظيم المولود الذي وضعته وتفخيم شأنه والتجهيل لها بقدره ، و{ ما } على هذا عبارة عن الموضوعة –المولودة- { وليس الذكر كالأنثى } كان المعنى ما ذكر كانت تترقب كالأنثى التي وهبتها لها ، [ ومريم في لغتهم العابدة فأرادت بقولها { وإني سميتها مريم } التقرب والطلب إلى الله أن يعصمها حتى يكون فعلها مطابقا لاسمها ، ولهذا أردف بطلب الإعاذة لها ولولدها ]{[940]} ؛ { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } وإني أضرع إليك اللهم أن تجعل موئلها وملجأها ومعقلها ومعقل ذريتها إليك ، وحفظهم من الشيطان المبعد المطرود لا يكون إلا بك . وقد أجاب الله دعاءها وحقق رجاءها وحفظها وولدها فكانت من القانتين وكان ابنها عيسى عليه السلام وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين .
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إلا مريم وابنها ) ثم يقول أبو هريرة : اقرأوا إن شئتم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }{[941]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.