فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَٰمَرۡيَمُ ٱقۡنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِي وَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ} (43)

{ يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } [ أخبر تعالى عن الملائكة أنهم أمروا بكثرة العبادة والخشوع والركوع والسجود والدأب في العمل لما يريد الله بها من الأمر الذي قدره وقضاه مما فيه محنة لها ورفعة في الدارين ، بما أظهر الله تعالى من قدرته العظيمة حيث خلق منها ولدا من غير أب فقال تعالى { يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } أما القنوت فهو الطاعة في خشوع كما قال تعالى { وله من في السموات والأرض كل له قانتون }{[964]} ، وقال مجاهد كانت مريم عليها السلام تقوم حتى تتورم كعباها والقنوت هو طول الركوع في الصلاة يعني امتثالا لقول الله تعالى { يا مريم اقنتي لربك } قال الحسن : يعني اعبدي لربك { واسجدي واركعي مع الراكعين } أي كوني منهم .

ثم قال لرسوله بعدما أطلعه على جلية الأمر { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك } .


[964]:من سورة الروم الآية 26.