{ وإذ قالت الملائكة } -تتمة لشرح أحكام اصطفاء آل عمران ووقعت قصة زكريا ويحيى عليهما السلام في البين لما فيها مما يؤكد ذلك الاصطفاء ، { وإذ } في المشهور منصوب باذكر –مقدرة- والجملة معطوفة على الجملة السابقة عطف القصة على القصة ، وبينهما كمال المناسبة لأن تلك مسوقة أولا وبالذات لشرح حال الأم وهذه لشرح حال البنت{[957]} ، والأولى أن يكون المراد بالملائكة ههنا جبريل عليه السلام ويشهد لهذا قول الحق سبحانه { . . . فأرسلنا إليه روحنا . . }{[958]} ، ومعلوم أن جبريل عليه السلام سمي بذلك لأنه كان ينزل بوحي الله تعالى على أنبيائه وفي الوحي حياة الروح .
{ يا مريم {[959]} إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } ، { اصطفاك } اختارك ويمكن أن يراد بالاصطفاء الأول ما اتفق لها أول أمرها فقد قبل الله تعالى تحريرها لخدمة البيت المقدس مع كونها أنثى وكان رزقها من عند الله وكفلها زكريا وسمعت كلام ملك الوحي إلى غير ذلك من أنواع اللطف ، { وطهرك } -وأما التطهير فتطهيرها عن الكفر والمعصية كما قال في حق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته : { . . ويطهركم تطهيرا }{[960]} وعن مسيس الرجال . . وعن الأفعال الذميمة والأقوال القبيحة . وأما الاصطفاء الثاني فهو ما اتفق لها في آخر عمرها من ولادة عيسى بغير أب وشهادته ببراءتها عما قذفها اليهود ، قيل : المراد اصطفاؤها على نساء عالمي زمانها{[961]} .
روى الشيخان{[962]} أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها {[963]} خديجة بنت خويلد ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.