تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَٰمَرۡيَمُ ٱقۡنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِي وَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ} (43)

الآية 43 [ وقوله تعالى ]{[3826]} : { يا مريم اقنتي لربك } يحتمل وجهين : الأمر بالقنوت والقيام{[3827]} { واسجدي } ثم الأمر بالسجود { واركعي مع الراكعين } ثم الأمر بالركوع { مع الراكعين } ، وهو الصلاة بجماعة ، ففيه الأمر بالصلاة مع الجماعة على ما هو علينا ، لأنه قال : { واركعي مع الراكعين } وعلى ذلك /59-أ/ روي في الخبر أنه سئل عن أفضل الصلاة ، فقال : ( طول القنوت= [ مسلم 756/ 165 ] ويحتمل أنه الأمر بالركوع ثم بالسجود ، وإن كان مقدما ذكره على الركوع فإنه ليس في تقديم ذكر شيء على شيء ولا تأخير شيء في الذكر ، دلالة وجوب الحكم كذلك . وقيل : القنوت هو الخضوع{[3828]} والطاعة كقوله : { وقوموا لله قانتين } [ البقرة : 238 ] أي خاضعين مطيعين . فإن قيل : كيف أمرت بالركوع مع الراكعين ؟ قيل : كانوا ، والله أعلم ، ذوي قرابة منها ورحم . ألا ترى أنهم كيف اختصموا{[3829]} في ضمها وإمساكها حتى أراد كل واحد منهم ضمها إلى نفسه [ على أنه ]{[3830]} الأحق بذلك ؟ دل أن بينهم وبينها رحما وقرابة . وقيل في قوله : { اقنتي } أطيلي الركوع في الصلاة ، والله أعلم .

قال الشيخ ، رحمه الله : ويحتمل { مع الراكعين } أي ممن يركع ، ويخضع له بالعبادة ، لا على الاجتماع ، والله أعلم كيف كان الأمر كذلك .


[3826]:ساقطة من الأصل وم.
[3827]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[3828]:أدرجت في الأصل وم: قبل القنوت.
[3829]:في الأصل وم: اختصوا.
[3830]:في الأصل وم: أنه.