فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (45)

{ المسيح } المبارك أو السيد أو ممسوح بالبركة واليمن أو المريض فيبرأ .

{ وجيها } ذا جاه وشرف وقدر .

{ المقربين } المكرمين بالمنزل الرفيع عند الله .

- شروع في قصة عيسى عليه السلام ، والمراد بالملائكة جبريل عليه السلام على المشهور ، والقول شفاهي . . . و{ إذ } المضافة إلى ما بعدها بدل من نظيرتها السابقة . . { يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه } كلمة ( من ) لابتداء الغاية مجازا وهي متعلقة بمحذوف وقع صفة ( لكلمة ) وإطلاق الكلمة على من أطلقت عليه باعتبار أنه خلق من غير واسطة أب بل بواسطة { كن } فقط على خلاف أفراد بني آدم فكان تأثير الكلمة { كن } في حقه أظهر وأكمل . . وعلى ذلك أكثر المفسرين ، وأيدوا ذلك بقوله تعالى { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون }-{[966]} . { اسمه المسيح عيسى ابن مريم } أي المبارك وممسوح باليمن والبركة أو الذي يمسح المريض فيبرأ . نقل عن جمع من العلماء : وأما الدجال فسمي مسيحا لأنه يسيح في الأرض أي يطوفها ويدخل جميع بلدانها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس فهو فعيل بمعنى فاعل في صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ) الحديث ، وفي صحيح مسلم كذلك- : " فبينا هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين {[967]} واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان{[968]} كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد {[969]} فيقتله " الحديث .

{ وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين } قال الأخفش : شريفا ذا قدر وجاه ومقربا عند الله ، والنصب على الحال .


[966]:من روح المعاني.
[967]:أي في شفتين أو حلتين.
[968]:حبات فضة تصنع على هيئة اللؤلؤ.
[969]:قرية في فلسطين قريبة من بيت المقدس.