و { اقنتي } معناه : اعبدي ، وأَطِيعِي ، قاله الحَسَن وغيره ، ويحتمل أنْ يكون معناه : أطِيلِي القيامَ في الصَّلاة ، وهذا هو قولُ الجمهورِ ، وهو المناسبُ في المعنى لقوله : { واسجدي } وروى مجاهدٌ ، أنها لما خوطِبَتْ بهذا ، قامَتْ حتى وَرِمَتْ قَدَماها ، وروى الأوزاعيُّ : حتى سَالَ الدَّمُ والقَيْحُ من قَدَمَيْهَا ، وروي أنَّ الطَّيْرَ كَانَتْ ، تنزلُ على رَأْسِهَا تظُنُّها جَمَاداً ، واختلف المتأوِّلون ، لِمَ قُدِّمَ السُّجودُ على الركوع ؟ فقال قوم : كان ذلك في شرِعِهِمْ ، والقول عنْدي في ذلك : أنَّ مريم أُمِرَتْ بفَصْلَيْنِ ومَعْلَمَيْنِ مِن مَعَالِمِ الصلاة ، وهما طُولُ القيامِ ، والسُّجُودُ ، وخُصَّا بالذكْرِ لشرفهما ، وهذانِ يَخْتَصَّان بصلاتها مفْرَدةً ، وإِلاَّ فمن يصلِّي وراء إِمامٍ ، فليس يقال له : أَطِلْ قِيَامَكَ ، ثم أمرتْ بعدُ بالصَّلاة في الجماعةِ ، فقيل لها : { واركعي مَعَ الراكعين } ، وقُصِدَ هنا مَعْلَمٌ آخر من مَعَالِمِ الصلاةِ لئلاَّ يتكرَّر اللفظ ، ولم يرد في الآية الركوع والسجود الذي هو منتظمٌ في ركْعَةٍ واحدةٍ ، واللَّه أعلم .
وقال ( ص ) : قوله : { واركعي } ، الواو : لا ترتّب ، فلا يسأل لِمَ قُدِّم السجود ، إِلا من جهة علْمِ البيانِ ، وجوابه أنه قدّم ، لأنه أقربُ ما يكونُ العَبْدُ فيه مِنْ ربِّه ، فكان أشْرَفَ ، وقيل : كان مقدَّماً في شرعهم . اه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.