فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (78)

{ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله } من بني إسرائيل طائفة تميل الكلام وتعوج به عن القصد ولا يبالون بعظم الإثم في ذلك وإن كان كلاما موحى به من السماء ويحرفونه عن مواضعه ويبدلونه وينقصون منه ويزيدون فيه ويتأولونه على غير وجهه وقيل المراد يميلون الألسنة بمشابه الكتاب ؛ والألسنة جمع لسان يذكر ويؤنث

{ ويقولون على الله الكذب } – أي في نسبتهم ذلك إلى الله تعالى تعريضا وتصريحا { وهم يعلمون } أنهم كاذبون عليه سبحانه وهو تسجيل عليهم بأن ما افتروه عن عمد لا عن خطأ-{[1038]} .


[1038]:مما أورد صاحب روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ثم أورد بحثا نقل فيه عن وهب بن منبه أنه قد بقيت نسخ من التوراة والإنجيل لم يتناولوها بإضافة المفتريات وإنما أخفوها وأضافوا في غيرها ولذلك كان القرآن يتحداهم ويقول {.. فائتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} وهم يمتنعون من ذلك لكن رجح صاحب روح المعاني أنهم غيروا في كتب الله تعالى التي نزلت عليهم وساق جانبا من التناقض الواقع في أناجيلهم.