فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (83)

{ أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون } الهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء للعطف على مقدر وكأنه : أتتولون فتبغون وتطلبون وترضون غير دين الله ؟ وقدم المفعول على الفعل لأنه المقصود بالإنكار ودين الله تعالى الذي لم يرتض سواه هو الإسلام { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه . . . } والطوع الاتباع والانقياد ، والكره ما كان بمشقة وإباء من النفس و{ طوعا وكرها } مصدران في موضع الحال أي طائعين ومكرهين .

عن الحسن { أسلم من في السماوات } وتم الكلام ثم قال { والأرض طوعا وكرها } وقال : والكاره المنافق لا ينفعه عمله . وذلك المعنى بينته آية كريمة { ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها . . } {[1045]} – فالمؤمن مستسلم بقلبه لله والكافر مستسلم لله كرها ، فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع -{[1046]} قال قتادة : أسلم المؤمن طوعا والكافر عند موته كرها ولا ينفعه ذلك ، بقوله { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا . . }{[1047]} ؛ { وإليه ترجعون } وإلى ربنا سبحانه الرجعى ليجزي الذي أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .


[1045]:من سورة الرعد من الآية 15.
[1046]:من تفسير القران العظيم.
[1047]:من سورة غافر من الآية 85.