فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (81)

{ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه } لعل المراد واذكر يا محمد إذ أخذ ربك الميثاق على النبيين لما أي قسما{[1042]} لأن الله عز وجل أخذ ميثاق جميع الأنبياء بتصديق كل رسول ابتعثه إلى خلقه ، مما قال الربيع { لتؤمنن به ولتنصرنه } يقول لتؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم ولتنصرنه وقال هم أهل الكتاب وقال طاووس : أخذ الله ميثاق الأول من الأنبياء ليصدقن بما جاء به الآخر منهم ، وعن قتادة : هذا ميثاق أخذه الله على النبيين أن يصدق بعضهم بعضا وأن يبلغوا كتاب الله ورسالاته فبلغت الأنبياء كتاب الله ورسالاته إلى قومهم ، وأخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه وينصرونه ، وعن ابن عباس : ذكر ما أخذ عليهم يعني على أهل الكتاب وعلى النبيين من الميثاق بتصديقه يعني بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم إذا جاءهم وإقرارهم به على أنفسهم . . 1ه .

{ قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا } [ . . أقررتم بالميثاق الذي واثقتموني عليه من أنكم مهما آتاكم رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه وأخذتم على ذلكم إصري يقول وأخذتم على ما واثقتموني عليه من الإيمان بالرسل التي تأتيكم بتصديق ما معكم من عندي والقيام بنصرتهم ، وإصري يعني : عهدي ووصيتي وقبلتم في ذلك مني ، ورضيتموه والأخذ هو القبول في هذا الموضع والرضا من قولهم أخذ الوالي عليه البيعة بمعنى بايعه وقبل ولايته ورضي بها ]{[1043]} .

{ قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين } عن علي ابن أبي طالب فاشهدوا على أممكم بذلك وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم .


[1042]:أورد الألوسي في إعراب هذه الجملة الكريمة قريبا من ألفي كلمة.
[1043]:من جامع البيان.