فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَا تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِلَّا مَا قَدۡ سَلَفَۚ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَمَقۡتٗا وَسَآءَ سَبِيلًا} (22)

{ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا }

نهى الله تعالى عن تزويج الابن من زوجةٍ كانت مِن قبلُ زوجةً لأبيه ، لكن ما سلف من هذا الغي ومضى فاجتنبوه ودعوه ؛ - وقيل : { إلا } بمعنى بعد ، أي بعد ما سلف ؛ كما قال تعالى : ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى . . ) ( {[1344]} ) ، أي : بعد الموتة الأولى ؛ وقيل : { إلا ما قد سلف } أي : ولا ما سلف ؛ كقوله تعالى : { وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ . . } أي ولا خطأ ؛ . . . وقيل في الآية إضمار . . { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء } فإنكم إن فعلتم تعاقبون وتؤاخذون إلا ما قد سلف-( {[1345]} ) ؛ { إنه } إن زواج من سبق أن تزوجها الأب { كان فاحشة } كان ذنبا قبيحا مفحشا ، { ومقتا } يستنزل مقت الله تعالى وسخطه ، أو : يزرع البغضاء بين الابن وأبيه ، { وساء سبيلا } وبئس هذا الصنيع طريقا ، يُذَم مرتكبه ، وتسوء عاقبته( {[1346]} ) .


[1344]:سورة الدخان. من الآية 56.
[1345]:من الجامع لأحكام القرآن.
[1346]:نقل ابن كثير عن الإمام أحمد وأهل السنن عن البراء بن عازب عن خاله أبي بردة: أنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه من بعده أن يقتله ويأخذ ماله؛ وقال الإمام أحمد عن البراء بن عازب قال مر بي عمي الحارث بن عمير ومعه لواء قد عقده له النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت له: أي عم أين بعثك النبي؟ قال: إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه.