فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{دَرَجَٰتٖ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا} (96)

{ درجات منه ومغفرة ورحمة } انتصبت كلها على البدلية من { أجرا } ؛ عن قتادة : الإسلام درجة ، والهجرة في الإسلام درجة ، والجهاد في الهجرة درجة ، والقتل في الجهاد درجة ؛ وقال ابن زيد : هي الدرجات السبع التي ذكرها في سورة براءة : ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب . . ) ( {[1505]} ) فقرأ حتى بلغ : ( . . أحسن ما كانوا يعملون ) قال : هذه السبع الدرجات ، قال : وكان أول شيء . فكانت درجة الجهاد مجملة ، فكان الذي جاهد بماله له اسم في هذه ، فلما جاءت هذه الدرجات بالتفصيل أخرج منها ، فلم يكن له منها إلا النفقة ، فقرأ : ( لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ) وقال : ليس هذا لصاحب النفقة ، ثم قرأ : ( ولا ينفقون نفقة ) قال : وهذه نفقة القاعد ؛ وقال ابن محيريز ما حاصله : درجات الجنة ؛ ويشهد لهذا ما جاء في الصحيحين : . . إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " ، { وكان الله غفورا رحيما } ولم يزل الله غفورا لذنوب عباده المؤمنين فيصفح لهم عن العقوبة عليها ، رحيما بهم يتفضل عليهم بنعمه مع خلافهم أمره ونهيه ، وركوبهم معاصيه .


[1505]:سورة البراءة.الآيتان 121،120.