فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَجَزَـٰٓؤُاْ سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (40)

{ وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها } .

فعليكم إذا انتصرتم لأنفسكم ممن أساء إليكم أن لا تتجاوزوا الحد { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به . . }{[4274]} وإنما سمى أخذ الحق من المسيء إساءة إما للمشاكلة ، أو لأنه في مقابلتها ؛ فالأول ساء هذا في ماله أو بدنه ، وهذا الاقتصاص يسوؤه بمثل ذلك .

{ فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين( 40 ) } .

ربما تكون الآية الكريمة قد جمعت بين ما هو حسن وما هو أحسن ، فالحسن أن يؤخذ المسيء بإساءته ؛ والأحسن أن يعفو عنه-ما دام من أهل العفو ، كما قدمت في معنى الآية السابقة- فتكون الإساءة منه فلتة ، ويعترف بالزلة أو يسأل الصفح ، وليس معلنا بالفجور مصرّا على الفسوق ؛ يقول بعض المفسرين : من ترك القصاص وأصلح بينه وبين الظلم بالعفو فإن الله يأجره على ذلك ، والله لا يحب البادئ في الظلم ، ولا المتجاوز الحد في الاقتصاص .


[4274]:سورة النحل .من الآية 126.