فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين( 3 ) } .

جواب القسم : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } اخترنا لنزول هذا الفرقان والنور ليلة{[4424]} كثيرة الخيرات ، لأن إنزال القرآن مستتبع لخيري الدين والدنيا ، ولأن الملائكة الكرام ينزلون فيها ، ويستجاب الدعاء : { إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع الفجر }{[4425]} .

{ إنا كنا منذرين } أردنا بإنزاله أن نبشر المتقين بالعز والنعيم ، وننذر الفجار بطشتنا وعذاب الجحيم .

قال ابن كثير : أي معلمين الناس ما ينفعهم ويضرهم شرعا لتقوم حجة الله على عباده .

قال ابن جرير : { إنا كنا منذرين } خلقنا بهذا الكتاب الذي أنزلناه في الليلة المباركة عقوبتنا أن تحل بمن كفر منهم فلم يُنِب إلى توحيدنا ، وإفراد الألوهة لنا .


[4424]:هي ليلة القدر.روى ابن جرير بسنده عن قتادة عن وائلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(..وأنزل القرآن لأربع وعشرين مضت من رمضان) قال قتادة وابن زيد: أنزل الله القرآن كله في ليلة القدر من أم الكتاب إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم في الليالي والأيام في ثلاث وعشرين سنة.
[4425]:سورة القدر.