فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (21)

{ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم } .

بل أحسب الذين اكتسبوا السيئات وعملوها أن نجعل محياهم ومماتهم سواء كمحيا المؤمنين الصالحين ومماتهم ؟ كلا لا يستويان . لا في المحيا ولا في الممات ؛ يقول الله الحق : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }{[4536]} فحياة المؤمن والمؤمنة في الدنيا عزيزة كريمة ، وفي الآخرة ينالون النعيم الأوفى في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؛ وسحقا للفجار في العاجلة والآجلة { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }{[4537]} .

{ ساء ما يحكمون( 21 ) } .

بئس حكمهم الذي زعموا فيه التساوي بينهم وبين المؤمنين ؛ وهكذا حكى القرآن قيل بعضهم : { . . ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى . . }{[4538]} .


[4536]:سورة النحل. الآية 97.
[4537]:سورة طه. الآية 134.
[4538]:سورة حم السجدة.من الآية 50.