فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ} (58)

{ وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } النداء : الدعاء بصوت مرتفع ؛ وعلماء القرآن على أن الأذان( {[1797]} ) لم يذكر في الكتاب العزيز إلا في هذه الآية ، وأما قوله تعالى : ( . . إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم . . ) ( {[1798]} ) ، فهو خاص بنداء الجمعة ؛ والباء في { بأنهم } للسببية ، أي : سخريتهم من أذانكم وصلاتكم( {[1799]} ) بسبب فساد عقولهم ، وطيشهم وعمي قلوبهم ، ولو عقلوا لما أقدموا على ما فعلوا .


[1797]:قال أبو عمر: ولا أعلم اختلافا في وجوب الأذان جملة على أهل المصر، لأن الأذان هو العلامة الدالة المفرقة بين دار الإسلام ودار الكفر؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية لهم:" إذا سمعتم الأذان فأمسكوا وكفوا وإن لم تسمعوا الأذان فأغيروا" وفي صحيح مسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير إذا طلع الفجر فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار؛ وقال صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث وصاحبه:" إذا كنتما في سفر فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما" أخرجه البخاري؛ وأما المؤذن فروى مسلم عن معاوية رضي الله تعالى عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" المؤمنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة".
[1798]:من سورة الجمعة. من الآية 9.
[1799]:أو: لا يعقلون ما في الصلاة من المنافع؛ وبحسبها أنها توجه إلى الخالق، واستجابة لأمر البر الرحيم الوهاب الكريم؛ قال بعض الحكماء: أشرف الحركات الصلاة.