{ وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء . . . } . . اليد عند العرب تطلق على الجارحة ، ومنه قوله تعالى : ( وخذ بيدك ضغثا . . ) ( {[1811]} ) ، وعلى النعمة ، كقولهم : كم يد لي عند فلان ؛ وعلى القدرة ، ومنه قوله تعالى : ( . . قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء . . ) ( {[1812]} ) ، أو على التأييد ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " يد الله مع القاضي حين يقضي " وتطلق على معان أخر ؛ . . . فمراد اليهود هنا- عليهم لعائن الله- أن الله بخيل ، فأجاب سبحانه عليهم بقوله : { غلت أيديهم }دعاء عليهم بالبخل ، . . . ويجوز أن يراد غل أيديهم حقيقة بالأسر في الدنيا أو بالعذاب في الآخرة ، . . . { ولعنوا بما قالوا } معطوف على ما قبله ، والباء سببية ؛ أي : أبعدوا من رحمة الله بسبب قولهم . . ، ثم رد سبحانه بقوله : { بل يداه مبسوطتان } أي : بل هو في غاية ما يكون من الجود ، . . . . { ينفق كيف يشاء } جملة شاء مستأنفة مؤكدة لكمال جوده سبحانه ، أي : إنفاقه على ما تقتضيه مشيئته ، فإن شاء وسع ، وإن شاء قتر ، فهو القابض الباسط-( {[1813]} ) ؛ { وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا } عن قتادة : حملهم حسد محمد صلى الله عليه وسلم والعرب على أن كفروا به وهم يجدونه مكتوبا عندهم ؛ { وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين } وأوقع الله تعالى بين هؤلاء الغادرين من اليهود- والنصارى معهم- أوقع بينهم التعادي والتباغض فجعل بأسهم بينهم ، وسيبقون هكذا متنافرين مدى الحياة ، وكلما أظهروا كيدا بالمسلمين صرف الله تعالى مكرهم عن عباده المؤمنين ، وهم يمكرون ويدبرون ليطفئوا نور رب العالمين ، لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، ويدفع باطل المفترين ، ويحق بكلماته ويقطع دابر المفسدين ، وأل في { المفسدين } قد تكون للجنس ، وهم داخلون فيه دخولا أوليا ، وقد تكون للعهد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.