فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّأَحۡسَنُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (93)

{ جناح } حرج وإثم .

{ اتقوا } افعلوا ما أمر ربكم ، وابتعدوا عما حذركم منه لتتقوا غضبه وعذابه .

{ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات } رفع الله تعالى الحرج والإثم عن المؤمنين الصالحين في طعامهم وكل أحوالهم إذا استصبحوا الإيمان والتقوى والعمل الصالح ؛ صح أنه لما نزلت آيات تحريم الخمر التي تحدثنا عنها آنفا نادى مناد : ألا إن الخمر قد حرمت ، يقول أنس : فجزت في سكك المدينة ، فقالوا : قتل فلان وفلان وهي في بطونهم ، فأنزل الله تعالى : { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } ؛ أي لا يأثمون في ذلك إذا اتقوا المحرمات ، لأنهم شربوها حين كانت محللة ؛ { ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } ثم استداموا التقوى وثبتوا على الإيمان واستجابوا لكل ما يأتيهم من شرع الله ، وبمداومة العمل الصالح يبلغ من أحبه الله جل علاه مرتبة الإحسان ، فإذا هو يعبد الله كأنه يراه .