فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ذَٰلِكَ مَبۡلَغُهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱهۡتَدَىٰ} (30)

{ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا( 29 ) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى30 ) }

فمل واهجر واترك من تناءى عن ذكرنا- المفيد للعلم الحق- وهو القرآن الكريم ، وليس له من تعلق إلا بالحياة الدنيا وزينتها- والمراد من الأمر المذكور النهي عن المبالغة في الحرص على هداهم ، فإن الذي أدّاهم إلى ما هم فيه قصورهم عن إدراك ما يحقق الفوز والفلاح- صغّرهم وازدرى بهم ، أي ذلك قدر عقولهم ونهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة{[5780]} - وربك بالغ علمه وواسع ومحيط بمن حاد عن طريقه القويم ، ومن سار على الصراط المستقيم ، فمن أصر على الجحود فلن ينشرح صدره بالإيمان { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا . }{[5781]} { . . فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم . . }{[5782]} ، { إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله . . }{[5783]} ، ولن يسوي بين الضالين والمهتدين لا في العاجلة ولا في الآجلة ، بل لكل درجات أو دركات مما عملوا ، والله شهيد على ما يعملون


[5780]:سورة مريم. من الآية 75.
[5781]:سورة مريم من الآية 75.
[5782]:سورة الصف. من الآية 5.
[5783]:سورة النحل .من الآية 104.