ثم صغر سبحانه شأنهم وحقر أمرهم فقال :{ ذلك } أي التولي وقصر الإرادة على الحياة الدنيا { هو مبلغهم من العلم } ليس لهم علم غيره ، ولا يلتفتون إلى سواه من أمر الدين ، قال الفراء : أي ذلك قدر عقولهم ونهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة ، وقيل : الإشارة بقوله ذلك إلى جعلهم الملائكة بنات الله وتسميتهم لهم تسمية الأنثى والأول أولى والمراد بالعلم هنا مطلق الإدراك الذي يندرج تحته الظن الفاسد والجملة مستأنفة لتقرير جهلهم واتباعهم مجرد الظن ؛ وقيل معترضة بين المعلل والعلة وهي قوله :
{ إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو أعلم بمن اهتدى } فإن هذا تعليل للأمر بالإعراض ، والمعنى أنه سبحانه وتعالى أعلم بمن حاد عن الحق وأعرض عنه ولم يهتد إليه وأعلم بمن اهتدى فقبل الحق ، وأقبل إليه وعمل به فهو مجاز كل عامل بعمله إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر وفيه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإرشاد له بأنه لا يتعب نفسه في دعوة من أصر على الضلالة وسبقت له الشقاوة ، فأن الله قد علم حال هذا الفريق الضال ، كما علم حال الفريق الراشد وتكرير قوله هو أعلم لزيادة التقرير للإيذان بكمال تباين المعلومين
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.