فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّـٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (3)

{ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ( 3 ) }

ربنا قبل كل شيء بغير حد ، كان ولاشيء معه ، وهو الآخر بعد كل شيء بغير نهاية ؛ وهو كائن بعد الأشياء كلها ، كما قال جل ثناؤه : { . . كل شيء هالك إلا وجهه . . }{[6283]} هو الظاهر على كل شيء دونه ، ولا شيء أعلى منه ؛ والباطن فلا شيء أقرب إلى شيء منه ؛ وصدق الله العظيم : { . . ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }{[6284]} وعلم الله الكبير المتعال محيط بكل شيء : { . . وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين }{[6285]} .

في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومنه : ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر ) عنى بالظاهر الغالب ، وبالباطن العالم ؛ والله أعلم{[6286]} .


[6283]:- سورة القصص. من الآية 88.
[6284]:- سورة ق. من الآية: 16.
[6285]:- سورة يونس. من الآية 61.
[6286]:- ما بين العارضتين أورده القرطبي.