فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ} (79)

{ لا يمسه إلا المطهرون ( 79 ) }

لا يمس ذلك الكتاب المحفوظ عند الله تعالى في السماء وهو اللوح إلا المنزهون وهم كرام الملائكة والسفر البررة ؛ ونفي مسه كناية عن لازمه وهو نفي الاطلاع عليه وعلى ما فيه .

[ وقيل : المراد بالكتاب المصحف الذي بأيدينا ، وهو الأظهر . . . وعلى هذا المعنى قال قتادة وغيره : { لا يمسه إلا المطهرون } من الأحداث والأنجاس . . واختلف العلماء في مس المصحف على غير وضوء ، فالجمهور على المنع من مسه . . وفي مس الصبيان إياه على وجهين : أحدهما- المنع اعتبارا بالبالغ ، والثاني- الجواز ، لأنه لو منع لم يحفظ القرآن لأن حال تعلمه حال الصغر ، ولأن الصبي وإن كانت له طهارة إلا أنها ليست بكاملة ، لأن النية لا تصح منه ، فإذا جاز أن يحمله على غير طهارة كاملة جاز أن يحمله محدثا . ]{[6265]}


[6265]:ما بين العارضتين مما أورده القرطبي.