فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (47)

{ ويل يومئذ للمكذبين ( 45 ) كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون ( 46 ) ويل يومئذ للمكذبين ( 47 ) وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ( 48 ) }

تشتد حسرات الخاسرين حيث نال أعداؤهم- أهل الإيمان- ذاك الثواب العظيم ، وبقواهم في العذاب الأليم ، وكان يقال للذين يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام : كلوا وتمتعوا فإن مصيركم إلى النار ، ويذكرون اليوم للتحسير والتخسير ، فليس لهم إلا الويل والسعير ، وكانوا إذا قيل لهم : لا إله إلا الله يستكبرون ، وإذا نودوا أن تواضعوا لله واخشعوا لعظمته يأنفون ويستنكفون فلا يسلمون ، ولا لأمر ربنا ينقادون .

قال ابن عباس : إنما يقال لهم هذا في الآخرة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون .

وإنما يدعون إلى السجود- هناك- كشفا لحال الناس في الدنيا ، فمن كان لله يسجد تمكن من السجود ، ومن كان يسجد رياء لغيره صار ظهره طبقا واحدا .

أو : إذا قيل لهم اخضعوا للحق لا يخضعون .