الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا} (28)

{ يا أيها النبي قل لأزواجك } الآية نزلت حين سألت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من عرض الدنيا وآذينه بزيادة النفقة فأنزل الله سبحانه هذه الآيات وأمره أن يخيرهن بين الإقامة معه على طلب ما عند الله أو السراح إن أردن الدنيا وهو قوله { إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن } متعة الطلاق فقرأ عليهن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات فاخترن الآخرة على الدنيا والجنة على الزينة فرفع الله سبحانه درجتهن على سائر النساء بقوله { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة . . . }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا} (28)

ولما تقرر بهذه الوقائع - التي نصر{[55444]} فيها سبحانه وحده بأسباب باطنه سببها ، وأمور خفية رتبها ، تعجز عنها الجيوش المتخيرة المستكثرة ، والملوك المتجبرة{[55445]} المستكبرة - ما قدم من أنه كافي من توكل عليه ، وأقبل بكليته إليه ، وختم بصفة القدرة العامة الدائمة ، تحرر{[55446]} أنه قادر على كل ما يريده ، وأنه لو شاء أجرى مع وليه كنوز الأرض ، وأنه لا يجوز لأحد أن يراعي غيره ولا أن{[55447]} يرمق بوجه ما سواه ، وعلم أن من أقبل إلى هذا الدين فإنما نفع نفسه والفضل لصاحب الدين عليه ، ومن أعرض عنه{[55448]} فإنما وبال إعراضه على نفسه ، ولا ضرر على الدين بإعراض هذا المعرض ، كما أنه لا نفع له{[55449]} بإقبال ذلك{[55450]} المقبل ، وكان قد قضى سبحانه أن من انقطع إليه حماه من الدنيا إكراماً له ورفعاً لمنزلته عن خسيسها إلى نفيس ما عنده ، لأن كل أمرها إلى {[55451]}زوال وتلاش{[55452]} واضمحلال ، ولا يعلق{[55453]} همته بذلك إلا قاصر ضال ، فأخذ سبحانه يأمر أحب الخلق إليه ، وأعزهم منزلة لديه ، المعلوم امتثاله للأمر بالتوكل والإعراض عن كل ما سواه سبحانه{[55454]} وأنه لا يختار من الدنيا غير الكفاف ، والقناعة والعفاف ، بتخيير ألصق{[55455]} الناس به تأديباً لكافة الناس ، فقال على طريق الاستنتاج مما تقدم : { يا أيها النبي } ذاكراً صفة رفعته واتصاله به سبحانه والإعلام بأسرار القلوب ، وخفايا الغيوب ، المقتضية لأن يفرغ فكره لما يتلقاه من المعارف ، ولا يعاق{[55456]} عن شيء من ذلك بشيء من أذى : { قل لأزواجك } أي نسائك : { إن كنتن } أي كوناً راسخاً { تردن } أي اختياراً عليّ { الحياة } ووصفها بما يزهد فيها ذوي الهمم ويذكر من له عقل بالآخرة فقال : { الدنيا } أي ما{[55457]} فيها من السعة والرفاهية{[55458]} والنعمة { وزينتها } أي المنافية لما أمرني به{[55459]} ربي {[55460]}من الإعراض{[55461]} عنه واحتقاره من أمرها لأنها أبغض{[55462]} خلقه إليه ، لأنها قاطعة عنه { فتعالين } أصله أن الآمر يكون أعلى من المأمور ، فيدعوه أن يرفع نفسه إليه ثم كثر حتى صار معناه : أقبل ، وهو هنا كناية عن الإخبار والإراداة بعلاقة أن المخبر يدنو إلى من يخبره { أمتعكن } أي بما أحسن به{[55463]} إليكن { وأسرحكن } أي من حبالة عصمتي { سراحاً جميلاً * } أي ليس فيه مضارة ، ولا نوع حقد ولا مقاهرة


[55444]:من م ومد، وفي الأصل وظ: بصر.
[55445]:زيدت الواو في الأصل، ولم تكن في ظ وم ومد فحذفناها.
[55446]:زيد في ظ: على.
[55447]:زيد من ظ وم ومد.
[55448]:زيد من ظ وم ومد.
[55449]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لا.
[55450]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: هذا.
[55451]:من م ومد، وفي الأصل وظ: تلاش وزوال.
[55452]:من م ومد، وفي الأصل وظ: تلاش وزوال.
[55453]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لا تعاق.
[55454]:زيد من ظ وم ومد.
[55455]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الضيق.
[55456]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: لا يعاف.
[55457]:سقط من ظ.
[55458]:في م ومد: الرفاهة.
[55459]:زيد من ظ وم ومد.
[55460]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بالإعراض.
[55461]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بالإعراض.
[55462]:من م ومد، وفي الأصل وظ: انقض.
[55463]:زيد من ظ وم ومد.