" من الذين فرقوا دينهم " تأوله أبو هريرة وعائشة وأبو أمامة : أنه لأهل القبلة من أهل الأهواء والبدع . وقد مضى " في الأنعام " {[12505]} بيانه . وقال الربيع بن أنس : الذين فرقوا دينهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، وقاله قتادة ومعمر . وقرأ حمزة والكسائي : " فارقوا دينهم " ، وقد قرأ ذلك علي بن أبي طالب ؛ أي فارقوا دينهم الذي يجب اتباعه ، وهو التوحيد . " وكانوا شيعا " أي فرقا . قاله الكلبي . وقيل أديانا . قاله مقاتل . " كل حزب بما لديهم فرحون " أي مسرورون معجبون ؛ لأنهم لم يتبينوا الحق وعليهم أن يتبينوه . وقيل : كان هذا قبل أن تنزل الفرائض . وقول ثالث : أن العاصي لله عز وجل قد يكون فرحا بمعصيته ، فكذلك الشيطان وقطاع الطريق وغيرهم ، والله أعلم . وزعم الفراء أنه يجوز أن يكون التمام " ولا تكونوا من المشركين " ويكون المعنى : من الذين فارقوا دينهم " وكانوا شيعا " على الاستئناف ، وأنه يجوز أن يكون متصلا بما قبله . النحاس : وإذا كان متصلا بما قبله فهو عند البصريين البدل بإعادة الحرف ؛ كما قال جل وعز : " قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم " [ الأعراف : 75 ] ولو كان بلا حرف لجاز .
قوله : { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا } أي لا تكونوا من المشركين الذين بدلوا دينهم أو خالفوه ففارقوه { وَكَانُوا شِيَعًا } أي أديانا أو فرقا شتى ، كل فرقة تشايع إمامها الذي أضلها ، وهم في الحقيقة جميعا ضالون بعيدون عن السداد وجادة الصواب .
قوله : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } الحزب بمعنى الطائفة{[3610]} أي كل فرقة من هذه الفرق أو طائفة من هذه الطوائف ، مسرورون بما هم عليه من ضلال وعوج ، معجبون بما تلبسوا به من ملل الباطل وضلالات الشيطان والهوى . وتلك هي صفة الضالين التائهين من الناس ، السادرين في ظلام الكفر والزيغ عن منهج الله ؛ فإنهم معجبون بما هم عليه من ضلالات ؛ إذ يحسبون أنهم على كل شيء ، وهم في الحقيقة موغلون في السقوط والانحراف عن دين الله إلى ملل الظلام والكفر{[3611]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.