الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ} (8)

{ افترى على الله كذبا } فيما يخبر به من البعث { أم به جنة } حالة جنون قال الله تعالى { بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ} (8)

قوله تعالى : " أفترى على الله كذبا " لما دخلت ألف الاستفهام استغني عن ألف الوصل فحذفتها ، وكان فتح ألف الاستفهام فرقا بينها وبين ألف الوصل . وقد مضى هذا في سورة " مريم " عند قوله تعالى : " أطلع الغيب " {[12958]} [ مريم : 78 ] مستوفى . " أم به جنة " وقيل هذا مردود على ما تقدم من قول المشركين ، والمعنى : قال المشركون " افترى على الله كذبا " . والافتراء الاختلاق . " أم به جنة " أي جنون ، فهو يتكلم بما لا يدري . " بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد " أي ليس الأمر كما قالوا ، بل هو أصدق الصادقين ، ومن ينكر البعث فهو غدا في العذاب ، واليوم في الضلال عن الصواب ؛ إذ صاروا إلى تعجيز الإله ونسبة الافتراء إلى من أيده الله بالمعجزات .


[12958]:راجع ج 11 ص 147.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ} (8)

قوله : { أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ } يتساءل الكافرون في سخرية وتكذيب : هذا الذي يعدنا بالبعث بعد الموت والتقطع في الأرض والبلى ، افترى هذا القول من عنده فاختلق على الله الكذب أم أنه مجنون فيتكلم . بما لا يعلم . هكذا يقول الكافرون الخاسرون وهم موقنون في قرارة أنفسهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ما كذب البتة بل كان اسمه فيهم الصادق الأمين ، وذلكم عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم الأشد ، والمبغض الألدّ لدين الله ، أبو جهل ؛ إذ أنطقته سجية العرب فقال لأحد المشركين : ويحك والله إن محمدا لصادق وما كذب محمد قط ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا .

قوله : { بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ } ذلك ردٌّ لمقالة المكذبين الخاسرين ودحض لما ذهبوا إليه من تكذيب بالساعة واستسخار برسول الله صلى الله عليه وسلم . فيبين الله للناس أن محمدا صلى الله عليه وسلم صادق ورشيد ومؤتمن وأن المكذبين بالآخرة { فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ } أي صائرون إلى العذاب في جهنم وهم اليوم تائهون عن الحق سادرون في الجهالة والغي والبعد عن الصواب{[3785]}


[3785]:الكشاف ج 4 ص 280 وتفسير ابن كثير ج 3 ص 526