غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ} (8)

1

ثم ازدادوا في التجاهل قائلين { أفترى على الله كذبا } إن كان يعتقد خلافه { أم به جنة } إن كان لا يعتقد خلافه . وفيه أن الكافر لا يرضى بالكذب البحت فيردد كلامه بين الأمرين ولكن أخطأ ابن أخت خالته حين ترك قسماً ثالثاً وهو أنه عاقل صادق فلذلك ردّ الله عليهم بقوله { بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد } جعل وقوعهم في العذاب رسلاً لوقوعهم في الضلال إذ العذاب من لوازم الظلال وموجباته قابل قولهم { أفترى } بالعذاب وقولهم { به جنة } بالضلال البعيد لأن نسبة الجنون إلى العاقل أقل في باب الإيذاء من نسبة الافتراء إليه . وقد أسقطت همزة الوصل في قوله { أفترى } استثقالا لاجتماع همزتين : همزة الاستفهام المفتوحة وهمزة الوصل المكسورة وهو على القياس . وجوز بعضهم أن يكون هذا الاستفهام من كلام السامع المجيب لمن قال : هل ندلكم .

/خ21