معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ} (8)

وقوله : { لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ 7 أَفْتَرَى على اللَّهِ كَذِباً 8 } هذه الألِف استفهام . فهي مقطوعة في القطع والوصل ؛ لأنها ألف الاستفهام ، ذهبت الألف التي بعدها لأنها خفيفة زائدة تذهب في اتّصال الكلام ، وَكذلكَ قوله : { سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ } وقوله { أَسْتَكْبَرْتَ } قرأ الآية محمد بن الجهم ، وقوله { أَصْطَفى البَناتِ على البَنِينَ } ولا يجوز أن تكسر الألف ها هنا ؛ لأن الاستفهام يذهب . فإن قلت : هَلاّ إذا اجتمعت ألِفان طوّلت كما قالَ { آلذكرين } { آلآنَ } ؟ قلت : إنما طُوّلت الألف في الآن وشبهه لأن ألِفها كانت مفتوحةً ، فلو أذهبتها لم تجد بين الاستفهام والخبر / 151 ب فَرْقاً ، فجعَل تطويل الألِف فرقاً بين الاستفهام والخبر ، وقوله { أَفْتَرَى } كانت ألفها مكسورة وألف الاستفهام مفتوحة فافترقا ، ولم يحتاجَا إلى تطويل الألِف .