الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ} (8)

{ عَنِ النعيم } عن اللهو والتنعم الذي شغلكم الالتذاذ به عن الدين وتكاليفه .

فإن قلت : ما النعيم الذي يسأل عنه الإنسان ويعاتب عليه ؟ فما من أحد إلاّ وله نعيم ؟ قلت : هو نعيم من عكف همته على استيفاء اللذات ، ولم يعش إلاّ ليأكل الطيب ، ويلبس اللين ، ويقطع أوقاته باللهو والطرب ، لا يعبأ بالعلم والعمل ، ولا يحمّل نفسه مشاقهما ؛ فأما من تمتع بنعمة الله وأرزاقه التي لم يخلقها إلاّ لعباده ، وتقوّى بها على دراسة العلم والقيام بالعمل ، وكان ناهضاً بالشكر ، فهو من ذاك بمعزل ، وإليه أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي : أنه أكل هو وأصحابه تمر وشربوا عليه ماء ، فقال : « الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين » .

ختام السورة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ ( ألهاكم التكاثر ) لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم به عليه في دار الدنيا ، وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف آية » .