الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٖ} (47)

فإن قلت : هلا قيل : مخلف رسله وعده ؟ ولم قدم المعفول الثاني على الأول ؟ قلت : قدم الوعد ليعلم أنه لا يخلف الوعد أصلاً ، كقوله : { إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد } [ آل عمران : 9 ] ثم قال : { رُسُلَهُ } ليؤذن أنه إذا لم يخلف وعده أحداً - وليس من شأنه إخلاف المواعيد - كيف يخلفه رسله الذين هم خيرته وصفوته ؟ وقرئ : «مخلف وعدَه رسلهِ » ، بحرّ الرسل ونصب الوعد . وهذه في الضعف كمن قرأ { قَتْلَ أولادهم شُرَكَائِهِمْ } [ الأنعام : 137 ] . { العزيز } غالب لا يماكر { ذُو انتقام } لأوليائه من أعدائه .