جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٖ} (47)

{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } من نصرتهم في الدارين ، أضاف{[2601]} إلى المفعول الثاني إيذانا بأنه لا يخلف الوعد أصلا ، { إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ } يغالب و لا يغالب ، { ذُو انْتِقَامٍ } لأوليائه .


[2601]:يعني: أن مخلقا متعد إلى مفعولين، قال القراء وغيره: جازت إضافته إلى أيهما شاء، وهنا مضاف إلى الثاني ولو أضاف إلى الأول لأوهم أنه يجوز أن يخلف غير رسله وعده، ولما قدم وعده اندفع الوهم لدلالته على أن الاعتناء بشأن الوعد أتم وأن الإخلاف إنما لم يجز في الوعد، لكونه وعدا لا لكونه مع الرسل، قيل: مخلف هنا متعد إلى واحد، نحو لا يخلف الميعاد ونصب رسله بالوعد كأنه قال: مخلف ما وعد رسله / 12 وجيز.