{ مُخْلِفَ } منتصب على أنه مفعول { تحسبنّ } ، وانتصاب { رسله } على أنه مفعول { وعده } ، قيل : وذلك على الاتساع ، والمعنى : مخلف رسله وعده . قال القتيبي : هو من المقدّم الذي يوضحه التأخير . والمؤخر الذي يوضحه التقديم ، وسواء في ذلك مخلف وعده رسله ، ومخلف رسله وعده ، ومثل ما في الآية قول الشاعر :
ترى الثور فيها مدخل الظلّ رأسه *** وسائره باد إلى الشمس أجمع
وقال الزمخشري : قدّم الوعد ليعلم أنه لا يخلف الوعد أصلاً كقوله : { إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد } [ آل عمران : 9 ] . ثم قال { رسله } ليؤذن أنه إذا لم يخلف وعده أحداً ، وليس من شأنه إخلاف المواعيد ، فكيف يخلفه رسله الذين هم خيرته وصفوته . والمراد بالوعد هنا : هو ما وعدهم سبحانه بقوله : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا } [ غافر : 51 ] و{ كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } [ المجادلة : 21 ] . وقرئ «مخلف وعدهَ رسِله » بجرّ { رسله } ونصب { وعده } . قال الزمخشري : وهذه القراءة في الضعف كمن قرأ : { قتل أولادهم شركائهم } [ الأنعام : 137 ] . { إنَّ الله عَزِيزٌ } غالب لا يغالبه أحد { ذُو انتقام } ينتقم من أعدائه لأوليائه والجملة تعليل للنهي ، وقد مرّ تفسيره في أوّل آل عمران .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.