الآية 47 : وقوله تعالى : { فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله } الخطاب به يحتمل ما ذكرنا ؛ أي لا تحسبن أن ما تأخر من نزول ما وعد أنه يخلف وعده الذي وعد رسله كما لم{[9735]} يكن تأخير العذاب عنهم من وقت ظلمهم عن غفلة وسهو ، ولكن كان وعده إلى ذلك الوقت .
وخلف الوعد في الشاهد من الخلق إنما يكون لوجهين :
أحدهما : لما لا يملك إنجاز ما وعد .
والثاني : لما يضره الإنجاز . فالله يتعالى عن ذلك كله .
وقوله تعالى : { إن الله عزيز ذو انتقام } قال بعضهم : { عزيز } لا يعجزه شيء ، وقيل : { عزيز } قاهر ، يقهر ، ويذل . فالخلائق كلهم أذلاء دونه ، وقوله : { عزيز } أي غالب قاهر { ذو انتقام } لأوليائه من أعدائهم ، أي غالب الأعداء ، وقاهرهم وناصر الأولياء .
وأما ما قال أهل التأويل في قوله : { وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } إنه نزل في شأن نمرود ، وإنه اتخذ تابوتا ، وربط نسورا على قوائمه ، وما ذكروا إلى آخره ، فلا علم لنا إلى ذلك ، وأظنه أنه كله خيال ، فلا نقول إلا القدر الذي ذكر في الآية .
وقوله{[9736]} : لتزول بنصب اللام الأولى وبرفع الأخيرة على معنى التوكيد ، و { لتزول } بكسر اللام ( الأولى ) {[9737]} ونصب الأخيرة على الجَحدِ{[9738]} ، أي ما كانت الجبال لتزول من مكرهم ، وهو ما ذكر ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.