بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٖ} (47)

{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } قرأ الكسائي { لِتَزُولَ } بنصب اللام الأُولى ، ورفع الثانية . وقرأ الباقون : بكسر الأُولى ، ونصب الثانية { لِتَزُولَ } ومعناه : ما كان مكرهم ليزول به أمر دين الإسلام ، إذ ثبوته كثبوت الجبال . ومن قرأ { ***لَيَزُولُ } فمعناه : وإن كان مكر الكفار ليبلغ إلى إزالة الجبال ، فإن الله ينصر دينه . وروي عن ابن مسعود أن قرأ { وَإِن كَادُواْ *** مَكْرِهِمْ } قوله تعالى : { فَلاَ تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } يعني : في نزول العذاب بكفار مكة ، إن شاء عجل لهم العقوبة في الدنيا . { إِنَّ الله عَزِيزٌ ذُو انتقام } ذو النقم من الكفار .