الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِن تَحۡرِصۡ عَلَىٰ هُدَىٰهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَن يُضِلُّۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (37)

ثم ذكر عناد قريش وحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على إيمانهم ، وعرّفه أنهم من قسم من حقت عليه الضلالة ، وأنه { لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ } أي لا يلطف بمن يخذل ، لأنه عبث ، والله تعالى متعال عن العبث ؛ لأنه من قبيل القبائح التي لا تجوز عليه . وقرىء : «لا يُهدَى » أي : لا تقدر أنت ولا أحد على هدايته وقد خذله الله . وقوله { وَمَا لَهُم مّن ناصرين } دليل على أنّ المراد بالإضلال الخذلان الذي هو نقيض النصرة . ويجوز أن يكون { لاَّ يَهِدِّى } بمعنى لا يهتدي . يقال : هداه الله فهدى . وفي قراءة أبيّ «فإنّ الله لا هادي لمن يضل ، ولمن أضلّ » ، وهي معاضدة لمن قرأ «لا يهدي » على البناء للمفعول . وفي قراءة عبد الله : «يهدي » ، بإدغام تاء يهتدي ، وهي معاضدة للأولى . وقرىء «يضل » بالفتح . وقرأ النخعي : «إن تحرص » ، بفتح الراء ، وهي لغية .