قوله { إِن تَحْرِصْ على هُدَاهُمْ } قرأ العامة بكسر الراء ، مضارع حرص بفتحها ، وهي اللغة الغالبة لغة الحجاز .
وقرأ الحسن ، وأبو حيوة{[19813]} : " تَحْرَص " بفتح الراء ، مضارع حرص بكسرها ، وهي لغة لبعضهم ، وكذلك النخعيُّ{[19814]} : إلاَّ أنه زاد واواً قبل : " إنْ " فقرأ : " وإنْتحرصْ " .
قوله : " لا يَهْدِي " قرأ الكوفيون{[19815]} بفتح الياءِ ، وكسر الدَّال ، وهذه القراءة تحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون الفاعل ضميراً عائداً على الله - تعالى - أي : لا يهدي الله من يضله ؛ ف " مَنْ " مفعول " يَهْدِي " ؛ ويؤيده قراءة أبي : " فإنَّ الله لا هَادِي لمَنْ يضلُّ ولمَنْ أضلَّ " وأنه في معنى قوله :
{ مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ } [ الأعراف : 186 ] .
والثاني : أن يكون الموصول هو الفاعل ، أي : لا يهدي المضلين ، و " يَهْدي " يجيء في معنى يهتدي ، يقال : هداهُ فهدى ، أي : اهتدى .
ويؤيد هذا الوجه : قراءة عبد الله " يَهِدِّي " بتشديد الدال المكسورة ، والأصل يهتدي ؛ فأدغم .
ونقل بعضهم في هذه القراءة كسر الهاء على الإتباع ، وتحقيقه ما تقدم في يونس ، والعائد على " مَنْ " محذوف ، أي : الذي يضله الله .
والباقون " لا يُهْدَى " بضمِّ الياء ، وفتح الدال ، مبنيًّا للمفعول ، و " مَنْ " قائم مقام فاعله ، وعائده محذوف أيضاً .
وجوَّز أبو البقاء : أن تكون " مَنْ " مبتدأ ، و " لا يَهْدِي " خبره - يعني - تقدم عليه .
وهذا خطأ ؛ لأنه متى كان الخبر فعلاً رافعاً لضميرٍ مستترٍ وجب تأخيرهُ نحو : " زيْدٌ لا يَضْرِب " ، ولو قدمت لالتبس بالفاعل .
وقرئ " لا يُهْدِي " بضم الياء وكسر الدال .
قال ابن عطية{[19816]} - رحمه الله- : " وهي ضعيفة " .
قال ابن حيَّان{[19817]} : " وإذا ثبت أن " هَدَى " لازم بمعنى اهتدى ، لم تكن ضعيفة ؛ لأنه أدخل همزة التعدية على اللازم ، فالمعنى لا يجعل مهتدياً من أضله الله " .
وقوله تعالى : " ومَا لَهُمْ " حمل على معنى " مَنْ " فلذلك جمع .
وقرئ{[19818]} : " مَنْ يَضِلُّ " بفتح الياء من " ضَلَّ " أي : لا يهدي من ضل بنفسه { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } ، أي : [ ما يقيهم ]{[19819]} من العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.