السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِن تَحۡرِصۡ عَلَىٰ هُدَىٰهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَن يُضِلُّۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (37)

ولما كان من المحقق أنه ليس بعد الإيصال في الاستدلال إلى الأمر المحسوس إلا العناد أعرض عنهم ملتفتاً إلى الرؤوف بهم الشفيق عليهم محمد صلى الله عليه وسلم فقال مسلياً له : { إن تحرص على هداهم } فتطلبه بغاية جدّك واجتهادك وقد أضلهم الله تعالى لا تقدر على ذلك ثم قال تعالى : { فإنّ الله لا يهدي من يضلّ } أي : من يرد ضلاله وهو معين لمن حقت عليه الضلالة . وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بفتح الياء وكسر الدال ، والباقون بضم الياء وفتح الدال على البناء المفعول . قال البيضاوي : وهو أبلغ . ثم قال تعالى : { وما لهم } أي : هؤلاء الذين أضلهم الله وجميع من يضله { من ناصرين } أي : وليس لهم أحد ينصرهم في الدنيا والآخرة عند مجازاتهم على الضلالة لينقذوهم مما يلحقهم عليه من الوبال كما فعل بالمكذبين ممن قبلهم .