الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ شُرَكَآءَهُمۡ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰٓؤُلَآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدۡعُواْ مِن دُونِكَۖ فَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلَ إِنَّكُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (86)

إن أرادوا بالشركاء آلهتهم ، فمعنى { شُرَكَآؤُنَا } : آلهتنا التي دعوناها شركاء . وإن أرادوا الشياطين ، فلأنهم شركاؤهم في الكفر وقرناؤهم في الغيّ : و { ندعو } ، بمعنى : نعبد .

فإن قلت : لم قالوا : { إِنَّكُمْ لكاذبون } ، وكانوا يعبدونهم على الصحة ؟ قلت : لما كانوا غير راضين بعبادتهم ، فكأن عبادتهم لم تكن عبادة . والدليل عليه قول الملائكة : { كَانُواْ يَعْبُدُونَ الجن } [ سبأ : 41 ] ، يعنون : أن الجن كانوا راضين بعبادتهم لا نحن ، فهم المعبودون دوننا . أو كذبوهم في تسميتهم شركاء وآلهة ، تنزيها لله من الشريك . وإن أريد بالشركاء الشياطين ، جاز أن يكون «كاذبين » في قولهم : { إِنَّكُمْ لكاذبون } ، كما يقول الشيطان : إني كفرت بما أشركتموني من قبل .