لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ شُرَكَآءَهُمۡ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰٓؤُلَآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدۡعُواْ مِن دُونِكَۖ فَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلَ إِنَّكُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (86)

{ وإذا رأى الذين أشركوا } ، يعني : يوم القيامة ، { شركاءهم } ، يعني : أصنامهم التي كانوا يعبدونها في الدنيا ، { قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك } ، يعني : أرباباً وكنا نعبدهم ونتخذهم آلهة ، { فألقوا } ، يعني : الأصنام ، { إليهم } ، يعني : إلى عابديها ، { القول إنكم لكاذبون } ، يعني : أن الأصنام قالت للكفار : إنكم لكاذبون ، يعني : في تسميتنا آلهة ، وما دعوناكم إلى عبادتنا . فإن قلت : الأصنام جماد لا تتكلم ، فكيف يصح منها الكلام ؟ . قلت : لا يبعد أن الله سبحانه وتعالى لما بعثها ، وأعادها في الآخرة ، خلق فيها الحياة والنطق والعقل حتى قالت ذلك . والمقصود من إعادتها وبعثها ، أن تكذب الكفار ، ويراها الكفار وهي في غاية الذلة والحقارة ، فيزدادون بذلك غماً وحسرة .