{ وَإِذَا رَأى الذين أَشْرَكُواْ شُرَكَاءهُمْ } ، الذين كانوا يدعونهم في الدنيا ، وهم الأوثانُ أو الشياطينُ الذين شاركوهم في الكفر بالحمل عليه ، وقارنوهم في الغيّ والضلال ، { قَالُواْ رَبَّنَا هَؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الذين كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ } ، أي : نعبدهم أو نطيعهم ، ولعلهم قالوا ذلك طمعاً في توزيع العذابِ بينهم ، كما ينبئ عنه قوله سبحانه : { فَأَلْقَوُاْ } ، أي : شركاؤهم { إِلَيْهِمُ القول إِنَّكُمْ لكاذبون } ، فإن تكذيبهم إياهم فيما قالوا ليس إلا للمدافعة والتخلص عن غائلة مضمونه ، وإنما كذبوهم وقد كانوا يعبدونهم ويطيعونهم ؛ لأن الأوثانَ ما كانوا راضين بعبادتهم لهم ، فكأن عبادتَهم لهم كما قالت الملائكةُ عليهم السلام : { بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الجن } ، يعنون : أن الجنَّ هم الذين كانوا راضين بعبادتهم لا نحن ، أو كذبوهم في تسميتهم شركاءَ وآلهةً تنزيهاً لله سبحانه عن الشريك . والشياطينُ وإن كانوا راضين بعبادتهم لهم لكنهم لم يكونوا حاملين لهم على وجه القسر والإلجاءِ ، كما قال إبليسُ : { وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُمْ مّن سلطان إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لي } ، فكأنهم قالوا : ما عبدتمونا حقيقة ، بل إنما عبدتم أهواءكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.