الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ} (210)

كانوا يقولون : إنّ محمداً كاهن وما يتنزل عليه من جنس ما يتنزل به الشياطين على الكهنة .

وقرأ الحسن : «الشياطون » . ووجهه أنه رأى آخره كآخر يبرين وفلسطين ، فتخير بين أن يجري الإعراب على النون ، وبين أن يجريه على ما قبله ، فيقول : الشياطين والشياطون ، كما تخيرت العرب بين أن يقولوا هذه يبرون ويبرين ، وفلسطون وفلسطين . وحقه أن تشتقه من الشيطوطة وهي الهلاك كما قيل له الباطل . وعن الفرّاء : غلط الشيخ في قراءته «الشياطون » ظنّ أنها النون التي على هجاءين ، فقال النضر بن شميل : إن جاز أن يحتج بقول العجاج ورؤبة ، فهلا جاز أن يحتجّ بقول الحسن وصاحبه يريد : محمد ابن السميفع مع أنا نعلم أنهما لم يقرآ به إلا وقد سمعا فيه .