الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ} (224)

{ والشعراء } مبتدأ . و { يَتَّبِعُهُمُ الغاوون } خبره : ومعناه : أنه لا يتبعهم على باطلهم وكذبهم وفضول قولهم وما هم عليه من الهجاء وتمزيق الأعراض والقدح في الأنساب ، والنسيب بالحرم والغزل والابتهار ، ومدح من لا يستحق المدح ، ولا يستحسن ذلك منهم ولا يطرب على قولهم إلا الغاوون والسفهاء والشطار . وقيل : الغاوون : الراوون . وقيل : الشياطين ، وقيل : هم شعراء قريش : عبد الله بن الزبعري ، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ، ومسافع بن عبد مناف ، وأبو عزة الجمحيّ . ومن ثقيف : أمية ابن أبي الصلت . قالوا : نحن نقول مثل قول محمد وكانوا يهجونه ، ويجتمع إليهم الأعراب من قومهم يستمعون أشعارهم وأهاجيهم وقرأ عيسى بن عمر : والشعراء ، بالنصب على إضمار فعل يفسره الظاهر . قال أبو عبيد : كان الغالب عليه حبّ النصب . قرأ : { حَمَّالَةَ الحطب } [ المسد : 4 ] { والسارق والسارقة } [ المائدة : 38 ] و { سُورَة أنزلناها } [ النور : 1 ] وقرىء : «يتبعهم » ، على التخفيف . ويتبعهم ، بسكون العين تشبيهاً «لبعه بعضد » .