الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِن كُلّٞ لَّمَّا جَمِيعٞ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ} (32)

و ( لمّا ) بالتشديد ، بمعنى : إلاّ ، كالتي في مسألة الكتاب . نشدتك بالله لما فعلت ، وإن نافية ، والتنوين في { كُلٌّ } هو الذي يقع عوضاً من المضاف إليه ، كقولك : مررت بكل قائماً . والمعنى :أن كلهم محشورون مجموعون محضرون للحساب يوم القيامة . وقيل : محضرون معذبون .

فإن قلت : كيف أخبر عن كل بجميع ومعناهما واحد ؟ قلت : ليس بواحد ؟ لأنّ كلاً يفيد معنى الإحاطة ، وأن لا ينفلت منهم أحد ، والجميع : معناه الاجتماع ، وأن المحشر يجمعهم . والجميع : فعيل بمعنى مفعول ، يقال حي جميع ، وجاؤا جميعاً .