الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (165)

{ جَعَلَكُمْ خلائف الأرض } لأنّ محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فخلفت أمّته سائر الأمم . أو جعلهم يخلف بعضهم بعضاً . أو هم خلفاء الله في أرضه يملكونها ويتصرفون فيها { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ درجات } في الشرف والرزق { لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءاتاكم } من نعمة المال والجاه ، كيف تشكرون تلك النعمة ، وكيف يصنع الشريف بالوضيع ، والحرّ بالعبد ، والغني بالفقير { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العقاب } لمن كفر نعمته { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن قام يشكرها . ووصف العقاب بالسرعة ، لأنّ ما هو آت قريب .

ختام السورة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أنزلت عليّ سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد فمن قرأ الأنعام صلّى الله عليه وسلم واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من سورة الأنعام يوماً وليلة »