قوله : { وَهُوَ الذي جَعَلَكُمْ خلائف الأرض } خلائف جمع خليفة : أي جعلكم خلفاء الأمم الماضية والقرون السالفة ، قال الشماخ :
أصيبهم وتخطئني المنايا *** وأخلف في ربوع عن ربوع
أو المراد أنه يخلف بعضهم بعضاً ، أو أن هذا النوع الإنساني خلفاء الله في أرضه : { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ درجات } في الخلق ، والرزق ، والقوة ، والفضل ، والعلم ، ودرجات منصوب بنزع الخافض : أي إلى درجات { لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتاكم } أي ليختبركم فيما آتاكم من تلك الأمور ، أو ليبتلي بعضكم ببعض كقوله تعالى :
{ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } ثم خوّفهم فقال : { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العقاب } فإنه وإن كان في الآخرة فكل آت قريب كما قال : { وَمَا أَمْرُ الساعة إِلاَّ كَلَمْحِ البصر أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } ثم رغب من يستحق الترغيب من المسلمين ، فقال : { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي كثير الغفران والرحمة .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ } قال : لا يؤاخذ أحد بذنب غيره . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ في قوله : { وَهُوَ الذي جَعَلَكُمْ خلائف الأرض } قال : أهلك القرون الأولى ، فاستخلفنا فيها بعدهم { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ درجات } قال : في الرزق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.