الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (165)

قوله : { وهو الذي جعلكم خلائف الأرض } الآية [ 167 ] .

( جعل ) – هنا – بمعنى ( صيّر ) ، فلذلك تعدت إلى مفعولين{[22830]} . وإذا كانت بمعنى ( خلق ){[22831]} تعدت إلى مفعول واحد .

ومعنى الآية : أنها خطاب للنبي وأمته ، والمعنى : والله ( الذي ){[22832]} جعلكم تخلفون من كان قبلكم من الأمم ، والخلائف : جمع خليفة{[22833]} .

وقيل : هذا لأمة{[22834]} محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنهم آخر الأمم ، قد خلفوا في الأرض من كان قبلهم من الأمم ، ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وقيل : سموا ( خلائف ){[22835]} ، لأن بعضهم ( يخلف بعضا ){[22836]} إلى قيام الساعة{[22837]} .

{ ورفع بعضكم فوق{[22838]} بعض درجات } أي : فضَّل{[22839]} هذا على هذا بسعة الرزق ( و ){[22840]} بالقُوَّة ، { ليبلوكم } أي : ( ليختبركم فيما ){[22841]} آتاكم من ذلك ، فيعلم الشاكر من غيره ، والمطيع من العاصي ، { إن ربك سريع العقاب }أي : لمن ( لم ){[22842]} يتبع أمره و( ينته ){[22843]} عن نهيه . وإنما وصف{[22844]} عقابه بالسرعة{[22845]} من أجل أن الدنيا بعيدُها{[22846]} قريب{[22847]} .

{ وإنه لغفور }{[22848]} أي : غفور لمن تاب وأطاعه ، و{[22849]}{ رحيم } بترك عقوبته على سالف ذنوبه{[22850]} .


[22830]:انظر: إعراب النحاس 1/597 ولم يتطرق للفعل.
[22831]:د: خلقت.
[22832]:ساقطة من د.
[22833]:انظر: تفسير الطبري 12/287، 288، وغريب ابن قتيبة 164.
[22834]:ب: الامة.
[22835]:ب: خلاف.
[22836]:ب: بخلفه بعض.
[22837]:انظر: معاني الزجاج 2/312.
[22838]:ب د: بعضهم.
[22839]:ب: تجعل فضل.
[22840]:ساقطة من ب.
[22841]:ب: ليختبرنكم في ما.
[22842]:مستدركة في هامش (أ) ومخرومة، ساقطة من د.
[22843]:في جميع النسخ: ينتهي، ولعل الصواب ما أثبته.
[22844]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت ب د: سمى.
[22845]:ب: بالسوعة.
[22846]:د: بعيرها.
[22847]:انظر: معاني الزجاج 2/312.
[22848]:د : لغفور رحيم.
[22849]:ساقطة من ب د.
[22850]:ب: (ذنوبه. سورة الأعراف مكية. ويختم هذا الكتاب بحول الله وقوته. كتبه الفقير محمد ابن عمر المغراوي إلى الشيخ الفقيه العالم العلامة، الدراك الفهامة، اللي الصالح، الشيخ الناصح، الماجد الأبر، الشريف الأشهر: أبا العباس سيدي أحمد بن مولاي الحسين الشريف الحمومي نفعنا الله به وببركاته. وكان الفراغ منه يوم السبت آخر المحرم الحرام، عام أربعة وخمسين ومائة وألف وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم). د: (ذنوبه لمن آمن بالله سبحانه ومحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن. والحمد لله على فضله وإحسانه. والحمد لله على فضله وإحسانه، والحمد لله على فضله وإحسانه. وصلى الله على سيدنا محمد، والحمد لله رب العالمين. (وبعد ذكر الآيات الثلاثة الأولى من سورة الأعراف، وسوق حديث في فضل قراءة هذه السورة في الهامش، قال الناسخ (: كمل بحمد الله تعالى وحسن عونه، والصلاة والسلام التامان الأكملان على مولانا وسيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وأصحابه وأمته، على يد العبد المذنب الراجي غفران ربه مسعود بن الحسن بن بعزا الجزولي، تاب الله عليه آمين. رحم الله من نظر فيه ثم دعاني بغفران ذنوبي وبستر عليّ في الدارين، أوائل ذي قعدة عام 668. سألت بالله العظيم ناظـــرا بدعـوة صالحة ومـن قــرا وبالنبي الهاشمي أحمــــدا بالختم بالإسلام والفوز غــدا وبجميع المسلمين كلــــهم من حي أو من ميت تحت الثرى ثم صلاة الله خالق الـــورى على النبي المجتبى بحر التقـى عدد خلق في السماء والثـرى مع التراب والنبات والحصـى ثم على أصحابه وآلـــــه هم النجوم الاهتدى لمن سرى) وانظر: معنى الآية في تفسير الطبري 12/288 وما بعدها.