جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (165)

{ وهو الذي جعلكم } : يا أمة محمد ، { خلائف الأرض{[1569]} } : خلفاء الأمم السالفة ، وكل من جاء بعد من مضى فهو خليفة ، لأنه يخلفه في الأرض ، وقيل : يخلف بعضكم بعضا أو خلفاء الله في أرضه تتصرفون فيها فالخطاب عام ، { ورفع بعضكم فوق بعض درجات } : بالغنى والرزق منصوب على التمييز أو بدل من بعضكم أو بنزع الخافض أي : بدرجات ، { ليبلوكم } : ليختبركم ، { في ما آتاكم } : يمتحن الغني في غناه ، ويسأله عن شكره والفقير في فقره ويسأله عن صبره ، { إن ربك سريع العقاب } : بمن عصاه ، وخالف رسله وكل ما هو آت قريب ، { وإنه لغفور رحيم } : لمن والاه واتبع رسله .

والحمد لله حق حمده . .


[1569]:فإن نبيهم خاتم الأنبياء كأمته خلفت سائر الأمم ولا يجيء بعدها أمة تخلفها/12 وجيز.