الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةٗ ثُمَّ يُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ} (36)

قيل : نزلت في المطعمين يوم بدر ، كان يطعم كل واحد منهم كلّ يوم عشر جزائر . وقيل : قالوا لكل من كان له تجارة في العير : أعينوا بهذا المال على حرب محمد ، لعلنا ندرك منه ثأرنا بما أصيب منا ببدر . وقيل : نزلت في أبي سفيان وقد استأجر ليوم أحد ألفين من الأحابيش سوى من استجاش من العرب ، وأنفق عليهم أربعين أوقية . والأوقية اثنان وأربعون مثقالاً { لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ الله } أي كان غرضهم في الإنفاق الصدّ عن اتباع محمد وهو سبيل الله ، وإن لم يكن عندهم كذلك { ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً } أي تكون عاقبة إنفاقها ندماً وحسرة ، فكأن ذاتها تصير ندما وتنقلب حسرة { ثُمَّ يُغْلَبُونَ } آخر الأمر وإن كانت الحرب بينهم وبين المؤمنين سجالا قبل ذلك فيرجعون طلقاء { كَتَبَ الله لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى } [ المجادلة : 21 ] . { والذين كَفَرُواْ } والكافرون منهم { إلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } لأنّ منهم من أسلم وحسن إسلامه .