ثم أخبرنا ، تعالى ، أن الذين كفروا يعطون{[27394]} أموالهم للمشركين مثلهم ليتقووا{[27395]} بها على قتال النبي صلى الله عليه وسلم ، فيصدون بذلك عن سبيل الله ، وهو الإسلام ، فسينفقون أموالهم { ثم تكون } نفقتهم عليهم { حسرة } ؛ لأن الأموال تذهب ، ولا يصلون إلى ما أمَّلوا ، فذهابها في الدنيا حسرة عليهم ، وما اجترحوا{[27396]} من إثمها عليهم حسرة في الآخرة أيضا ، { ثم يغلبون } ، ولا تنفعهم نفقتهم ، وهم إلى ربهم يحشرون في المعاد{[27397]} .
قال ابن أبزى : نزلت هذه الآية في أبي سفيان ، استأجر يوم أحد ألفين ليقاتل بهم النبي عليه السلام ، سوى من استجاش{[27398]} من العرب{[27399]} .
قيل : إنه أنفق أربعين أوقية [ من ذهب ]{[27400]} ، يوم أحد ، والأوقية يومئذ : اثنان وأربعون مثقالا{[27401]} .
وذلك أنه لما وصل بالعير إلى مكة دعا الناس إلى القتال ، فغزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام المقبل إلى أحد . وكانت بدر في رمضان ، يوم جمعة صبيحة سابع عشرة من رمضان . وكانت أحد في شوال يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت منه في العام الثاني من بدر ، وهو العام الرابع من الهجرة{[27402]} .
وروى جماعة من التابعين : أن أبا سفيان لما سلم بعيره [ إلى مكة ]{[27403]} /كانت العير لجماعة ، فتكلم قريش إلى أصحاب العير أن يعينوهم بمالها على حرب النبي عليه السلام ، ليطلبوا أثأرهم{[27404]} ففعلوا ، فأنزل الله ، عز وجل : { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم } الآية{[27405]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.