تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةٗ ثُمَّ يُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ} (36)

وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) الآية ؛ يذكرهم ، والله أعلم ، النعم التي أنعمها عليهم :

أحدها[ في الأصل وم : أحد ] : ما أنزلهم في بقعة ؛ خصت تلك البقعة ، وفصلت على غيرها من البقاع ، وهي[ في الأصل وم : وهو ] مكان العبادة .

[ والثانية : ما أعطاهم من الأموال ، فأنفقوها في الصد صد الإنسان عن مكان العبادة وإقامة العبادة فيه .

والثالثة : بعث الرسول منهم فيهم ، فكذبوه ][ في الأصل وم : ثم صدوا الناس عن الدخول فيها والعبادة ومن ذلك بعث الرسول منهم فيهم فكذبوه وما أعطاهم من الأموار فأنفقوها في الصد صد الإنسان عن مكان العبادة وإقامة العبادة فيه ] .

ثم اختلف في معنى /199-ب/ الصد ؛ قال بعضهم : إن كفار قريش استأجروا لقتال بدر رجالا من قبائل العرب عونا لهم على قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه سئل عن هذه الآية ، فقال : تلك قد خلت ؛ إن أناسا في الجاهلية كانوا يعطون ناسا أموالهم ، فيقاتلون نبي الله [ فما سلموا ][ في الأصل وم : فاسلموا ] عليها ، فغلبو[ في الأصل وم : فطلبوا ] ، فكانت عليهم [ حسرة ][ ساقطة من الأصل وم ] .

وعن سعيد بن جبير [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد من الأحابيش من كنانة ، فقاتلهم النبي .

ويحتمل أن يكون [ قوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] ( ثم تكون عليهم ) يوم القيامة ؛ أي النفقة اليت أنفقوها عليهم حسرة في الآخرة لما أنفقوها لصد الناس عن سبيل الله .

وقوله تعالى : ( والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) أي يجمعون إلى جهنم بكفرهم بالله .