الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةٗ ثُمَّ يُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ} (36)

وقوله سبحانه : { إِنَّ الذين كَفَرُوا يُنفِقُونَ أموالهم لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ الله } [ الأنفال : 36 ] .

لما قُتِلَ من قُتِلَ ببدر ، اجتمع أبناؤهم وقراباتهم ، فقالوا لِمَنْ خَلُصَ ماله في العِيرِ : إِن محمَّداً قد نال منَّا ما تَرَوْنَ ، ولكنْ أعينونا بهذا المال الذي كانت سَبَبَ الوَقعَةِ ، فلعلَّنا أنْ ننال منه ثأراً ، يريدون نفقته في غَزْوَةَ أَحُدٍ .

وقوله سبحانه : { فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ } الحَسْرة : التلهُّف على فائتٍ ، وهذا من أخبار القرآن بالغيوب قبل أن تكون ، فكان كما أخبر ، ثم أخبر سبحانه عن الكافرين ، وأنهم يُجْمَعُونَ إِلى جهنَّم ، والحَشْر الجمع .